الراي نيوز -  خاص


تناول نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي في كتابه "السياسي الأمين” عن تجربته السياسية والانتخابية، بدءًا من قرار ترشحه لمجلس النواب عام 2003 وحتى نشاطه البرلماني داخل المجلس.
وأشار العبادي إلى الدعم الكبير الذي تلقاه من أصدقائه وعائلته، وكيفية تشكيل حملته الانتخابية بشعار "الوطن للجميع”، الذي عكس رؤيته للمواطنة المتساوية، كما تناول تفاصيل خوضه الانتخابات بدائرة الإخوان المسلمين، حيث حصل على 7800 صوت بفارق ضئيل عن منافسه.

وتاليًا ما سرده العبادي:
" بعد انتهاء فترة عملي مع أمانة عمان، اتخذت قرار العودة إلى ممارسة مهنتي في عبادي الخاصة بالزرقاء، حيث بدأت بالعمل هناك لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، وكذلك في عيادتي الجديدة في عمان. وقد أصبحت أكثر تواصلا مع الناس من أبي وقت مضى. ومع تحديد موعد الانتخابات البرلمانية في 17 يونيو 2003، قررت استشارة عائلتي وأصدقائي حول إمكانية ترشحي لمقعد البرلمان عن الدائرة الثالثة في عمان، لقد لاقيت ترحيباً وتشجيعاً كبيرين، وشعرت أن خبرتي السياسية والنقابية والخدمية تمنحني الأهلية للنظر في خوض غمار الانتخابات البرلمانية، إذ إن العمل البرلماني يمثل ذروة النشاط السياسي في أي دولة تسعى للتطور والتقدم.
تشكلت خلية عمل من الأصدقاء والسياسيين والإعلاميين؛ للعمل في إدارة الحملة الانتخابية، واتفقنا على تبني شعار لحملتنا عنوانه «الوطن للجميع»، وهو شعار جسّد بالنسبة لي مفهوم المواطنة الحقة المتساوية بين أفراد المجتمع برمتهم، من مختلف المنابت والأصول، روحًا وقناعة وتطبيقا، ولم يكن مجرد شعار، بل لازمني في الدورات الانتخابية الثلاث التي ترشحت لها.
سألت مقربين وأصدقاء وأقارب وسياسيين يهمني التشاور معهم، وشجعني الجميع على الترشح، وتوافق من شاورتهم على أن أهم عناصر في تشجيعي، أولا عملي في الأمانة، وثانيا مواقفي السياسية والوطنية خلال عملي نقيبًا للأطباء.
بعد مشاورات موسعة مع أكثر من اثني عشر صديقًا، وبالتعاون مع مجموعة من الصحفيين والكتاب المتميزين، تمكنا من تحديد شعار الحملة. من بين حوالي أربعين مقترحاً، برز شعار أثار إعجابي بشكل خاص، كان من تقديم الصديق الصحفي الفقيد سامي الزبيدي، تغمده الله برحمته، مستلهمين من قول سعد زغلول، الزعيم البارز في حزب الوفد المصري، «الدين الله والوطن للجميع»، اخترنا شعار "الوطن للجميع" ليمثل حملتنا.

ولدت في عمان، وتدرجت في مدارسها، وعملت طبيباً عاماً وأخصائيا فيها، ولدي الكثير من المعارف، وخدمتي عبر الأمانة تعد رديفا ملائماً في توسيع دائرة المعارف.

بدأت بحثي عن موقع لإدارة حملتي الانتخابية، واخترت ساحة فارغة مقابل وزارة الصحة في جبل الحسين.

سألت عن صاحبها، واكتشفت أنه مولود عبد القادر، وهو صديق عزيز بقي نائنا لي عندما كنت أميناً لعمان، وعندما اتصلت به لزيارته في منزله، أبلغته عن رغبتي، فرد علي قائلاً: "حمدًا الله، أنقدتني، لأن العديد من الأشخاص يريدون استئجارها لإقامة مدينة ملاهي" ثم قال لي: "من أجل الانتخابات كل القطعة على حسابك".

زادت قناعتي، بحكم بعض اعتبارات المناخ السياسي آنذاك، بأنني اتخذت القرار الصائب عندما توسعت اتصالاتي مع المواطنين، خلافًا للجوّ العام في تجربتي السابقة، حيث الانتفاضة، وتداعيات القضية الفلسطينية، وهو ما ساهم في ترسيخ قناعتي بخوض المواجهة الانتخابية.

جرت الانتخابات، ....»، وحصلت على ما يقارب 8 آلاف صوت في الدائرة الثالثة التي اعتبرها الجميع دائرة الإخوان المسلمين بامتياز، حيث الصعوبة في تخطي مرشح الإخوان في انتخابات نزيهة. ورغم شعبيتي الجارفة، سبقني المرحوم زهير أبو الراغب، مرشح الإخوان، بنحو 100 صوت، إذ حصلت على 7800 صوت مقابل 7900 صوت لزميلي زهير أبو الراغب.

عمليا، كانت معركة سياسية، بامتياز، وشهدت أولى قواعد الاشتباك مع العملية الانتخابية في مواجهة تنافسية تعزز التجربة الشخصية.

دخلنا أول جلسة، وانتخبني المجلس رئيسًا للجنة التي تدير انتخابات رئيس المجلس، فأدرت جلسة الانتخاب تلك، وفاز الزميل سعد هايل السرور يومها، ثم انتخب المكتب الدائم، وعقدت أول جلسة رسمية، تلتها عملية أداء اليمين الدستوري.
لاحقاً، تشكلت الكتل الانتخابية، وأكبرها وسطية برئاسة عبد الهادي المجالي، ثم كتلة الإخوان المسلمين، وثالثا كتلة التجمع الديموقراطي النيابي المؤلفة من 14 نائبا، وانتخبت رئيسًا لتلك الكتلة.

وأذكر أن الخطابات الأولية حول الثقة بحكومة علي أبو الراغب كانت حادة قليلاً.

كان الزميل رائد حجازين أول المتحدثين وحجب الثقة عن وزارة أبو الراغب، ثم اجتمعت الكتلة وقررت منح الحكومة الثقة، فوقع رائد حجازين في إحراج، فنصحناه أن يحجب من دون الكتلة".